State of Kuwait

Marafie.com

info
@
h-marafi.org

 

 

 

 

المرحوم بإذن الله
 
الحاج محمد حسين بن نصر الله معرفي مؤسس الحسينية

Books Library

مجموعة وثائق تثبت كيان الحسينة كمبنى تاريخي محافظ عليه
مجموعة الوثائق العدسانية الخاصة بالحسينة

 

 

 

 

 

بقلم الحاج / فريد معرفي

بسم الله الرحمن الرحيم

تأسست حسينية معرفي سنة 1325 هجرية الموافق لسنة 1905 ميلادية على يد المرحوم بإذن الله الحاج محمد حسين بن نصر الله معرفي في نفس موقعها الحالي في الميدان وهي عبارة عن ثلاثة بيوت قديمة اشتراها المرحوم المؤسس وفيها وثائق عدسانية رسمية. تم

 

دمجت البيوت الثلاثة المذكورة آنفا فأصبحت عبارة عن حوالي 1100 متر مربع وذلك أخذت حسينية معرفي شكلها الحالي بعد تغييرات في البناء على مدى تسعين عاما من عمرها ، وهي في حالها الحاضر مكونة من الحرم الداخلي والصحن وغرف الخدمات والليوان والمطبخ. تم

 

في المعتقد أن أول برنامج بدأت به حسينية معرفي هو موسم شهري محرم وصفر من العام التالي سنة 1326 هجرية وكانت القراءة باللغة الفارسية. تم

 

من الأحداث التي استضافتها حسينية معرفي مجالس التأبين للعلماء الأعلام والمجتهدين كالمرحوم سيد أبو الحسن الأصفهاني والمرحوم السيد أبو القاسم الخوئي والمرحومين السيدين السبزاوي والكلبايكاني وغيرهم رحمهم الله جميعا. تم

 

ما زالت حسينية معرفي تقيم مآتم العزاء في الشهرين المذكورين وشهر رمضان المبارك بالإضافة الى المواليد والوفيات للنبي والأئمة الأطهار عليهم السلام ، كما تعقد فيها مجالس التثبيت من الرؤية في بدء شهر رمضان ونهايته عيد الفطر السعيد. تم

 

توقفت القراءة في حسينية معرفي عام الغزو الآثم بعد اليوم العاشر من محرم الحرام 1411وعادت في شهر رمضان من نفس العام هجرية ، ليست هناك معوقات تذكر في حسينية معرفي سواء في فترة الإنشاء أو بعدها. تم

تعتبر حسينية معرفي هي الوحيدة الباقية في موقعها الحالي منذ بدء تأسيسها ، وذلك منذ هدم حسينية معرفي القبلية والتي أسسها بعد حسينية معرفي الحاج محمد حسين معرفي ، وكذلك من حيث موقع حسينية معرفي بالقرب من السوق ومركز النشاط التجاري والحركة في البلد فإن الكثير من مجالس الفاتحة للشخصيات الاجتماعية المعروفة تعقد فيها ، والجدير بالذكر أنه في حسينية معرفي وفي فترة طويلة كانت المجالس تعقد صباحا. تم

 

وتعتبر حسينية معرفي بطرازها القديم تحفة معمارية فنية مازالت تحتفظ بمكانتها وقوتها ورونقها وروعة البناء مما جعلها تعد من المباني الأثرية المحافظ عليها من قبل حكومة دولة الكويت حفظها الله في مدينة الكويت القديمة. تم

 


أصول المذهب الامامي الإثنى عشري
(خط متصل مع الله عزوجل)

بقلم العلامة / سيد صباح سيد علي شبر

توصلاً إلى معرفة حقيقة مذهب الشيعة الإمامية لابد من معرفة أصول الدين عندنا بشكل واضح … تم
أصول الدين عندنا خمسة … تم

الأول التوحيد : تم

فنحن نعتقد أن الله سبحانه وتعالى واحد لا شريك له هو الأول والآخر والظاهر والباطن هو الحي القيوم السميع البصير العليم القدير الجامع لجميع صفات الجمال والجلال ليس كمثله شىء ولا إله غيره ولا تحق العبادة لسواه سبحانه وتعالى لا يخلو منه مكان كما أنه لا يحويه مكان فمن حده بمكان أو زمان فهو كافر خارج عن ربقةِ الدين كما أن من وصفه بصفات المخلوقين ونسب اليه الجسمية أو الأعضاء كاليد والرجل والعين والأذن فإنه لم يعرف ربه ويكون قد عبد غير الله عز وجل لأن كلاً من هذه الأمور الجسمية والأعضاء تستدعي حيزاً ومكاناً وبالتالي الفقر والاحتياج والله هو الغني بل حتى صفاته كالعلم والقدرة والحياة ليست زائدة على ذاته المقدسة فصفاته عين ذاته وإلا لزمت حاجة الذات الى الصفة وعاد الافتقار كنا أنه تعالى لا يُرى لا في الدنيا ولا في الآخرة لإستحالة ذلك ولاحتياج المرئي الى مكان وحيز وجهة .. قال تعالى : ( ليس كمثله شيء ) وقال عز من قائل (( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير)) .. تم

الثاني العدل : تم

فالله سبحانه وتعالى عادل .. إذ خلاف العدل الظلم وإنما يحتاج الى الظلم الضعيف والعابث .. والله تعالى هو القوي والحكيم فمن ادعى أن الانسان مسير في أفعاله يكون ناسباً للظلم الى الله تعالى لأن جبر إنسان على عمل خاطىء ثم إدخاله الى النار ومعاقبته ليس إلا عين الظلم ولا يعنى هذا الكلام أننا نقول بالتفويض المطلق لأنه أي التفويض المطلق عزل الله تعالى عن ملكة بل نقول بالأمر بين الأمرين .. وقد صرح بذلك أئمة الهدى عليهم السلام بقولهم (( لا جبر ولا تفويض بل هو أمر بين أمرين )) .. وبه يجمع أيضا بين مثل قوله تعالى (( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء )) أو قول تعالى (( يضل من يشاء ويهدي من يشاء )) وبين مثل قوله تعالى (( ذلك بما قدمت أيديكم )) وقوله تعالى (( ما أصابك من سيئة فمن نفسك )) ..تم

الثالث النبوة : تم

ومعناها الاعتقاد بأن الله عز وجل أرسل أنبياء ورسلا لهداية الخلق وكان أولهم نبي الله آدم عليه السلام ثم توالت سلسلة الأنبياء وهم على درجات في الفضل بقوله تعالى : (( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض )) وفيهم أصحاب الرسالات السماوية وهم أولو العزم من الرسل وهم خمسة : نوح وابراهيم وموسى وعيسى ونبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم - .. وقد ختمت الشرائع والديانات وسلسلة النبوة بسيد الأولين والآخرين المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم – والأنبياء جميعاً معصومون من الزلل مفطومون من الخلل في القول والعمل .. لا يذنبون ذنبا كبيرا ولا صغيرا ومن نسب اليهم الذنب فهو ضال مضل رأى نفسه فقاس عليها أنبياء الله عز وجل .. وألا عجب من هذا أنه لو سمع شيئا سيئا ينسب الى أناس عاديين ممن يجلهم هو يحترمهم يغضب ويثور في نفس الوقت الذي يرضى فيه بنسبه ذلك الشىء الى النبي المرسل فاذا قلت له إن عبس وتولى نزلت في ذم فلان الأموي لم يرض بذلك ويقول لا يمكن ثم يعود فينسب العبوس والتولي الى سيد الأولين والآخرين محمد – صلى الله عليه وآله وسلم كما أنه يرضى بأن يقال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم – كان جالسا وحوله جواري يضربن بالدفوف ويغنين فيدخل شخص فيقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم – للجواري قوموا فقد جاء لا يحب الباطل وكأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم – يجب الباطل نعوذ بالله من انحراف الفكر ..تم
وأما ما ورد في القرآن مما ظاهره حصول المعصية من بعض الانبياء عليهم السلام فهو مؤول للدليل العقلي والنقلي على خلافه : إن قلت أليس يلزمنا الأخذ بالظواهر ؟ قلت نعم فيما اذا لم يكن هناك دليل قطعى على الخلاف .. وقد قام الدليل كما ذكرنا . أما العقلي : فهو لزوم نقض الغرض (وذلك إجمالا ) أن الانبياء أرسلوا للهداية وهذا يستدعي تجمع الناس حولهم والتفافهم بهم ليمكن ذلك فلو كان في النبي أي شىء يوجب انفضاض الناس عنه لزم منه نقض الغرض من إرساله وهو قبيح من الحكيم . لا حظ قوله تعالى : (( ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك )) فاذا كانت الفضاضة وغلظة الخلق منفيتين عن النبي درأ للانفضاض من حوله كان عدم الذنب أولى بذلك لوضوح أن الشخص العادي إذا رأى النبي أي نبي كان يرتكب ذنباً كأن يكذب مثلاً أو يسرق أو يغتاب فانه بعد هذا يشك في كل ما يبلغه ذلك النبي عن الله غز وجل ويستلزم سقوط دعوته عن التأثير في الناس وهذا ما نسميه بنقض الغرض .. وأما الدليل النقلي : فإن الله سبحانه وتعالى يقول مخاطباً للشيطان (( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين )) وفي آية أخرى يقول الله تعالي مخاطباً الشيطان (( أخرج منها فإنك رجيم وإن عليك لعنتي الى يوم الدين : قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين )) والآيتان الكريمتان صريحتان في أن هناك عباداً ليس للشيطان عليهم سلطان وعباداً مخلصين ليس للشيطان أن يغويهم والقدر المتيقن هو الأنبياء والأئمة الذين أرسلوا للناس دعاةً وهداةً . هذا الجواب الكلي عما ظاهره نسبة الذنب إلى الأنبياء فتحمل تلك الآيات على ترك الأولى أو الارشاد إلى فعل ما فيه ضرر دنيوى لا أخروي فمثلاً قوله تعالى (( وعصى آدم ربه فغوى )) لو جمع مع قوله تعالى (( إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى ، إن لك أن لا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى ، فأزلهما الشيطان )) نجد أن النهي يتوجه الى الارشاد عن فوات نعيم الجنة من عدم الجوع والظمأ والعري وغيره فكأن الآية تقول لا تأكل من الشجرة حتى لا تفقد هذه المميزات وهذا ليس ذنباً مصطلحاً بل الذنب الحقيقي هو الذي يستوجب سخط الله عز وجل والدخول الى النار فالمعصية هنا تعني ترك هذا الأمر الإرشادى وليست معصية مستوجبة لغضب الله تعالى وعقاب الآخرة ولنأخذ مثال آخر وهو قوله تعالي (( إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر )) ونلاحظ هنا أن الذنب لوكان بمعناه المصطلح لما كان هناك أي ارتباط بين مغفرته وبين الفتح المبين ، والقرآن الكريم فصل ليس بالهزل اذاً فلابد أن يراد بالذنب هنا شىء آخر يرتبط بالفتح المبين وليس هو بعد التأمل والله أعلم ما كان يراه الكفار والمشركون من نواقص وضعف ينسبونها الى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم – ككونه والعياذ بالله كذاباً أو ساحراً أو نحو ذلك فجاء الفتح المبين ليغطي على كل هذا ويجعل نور النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – هو الأعلى .. هذان مثالان نكتفي بهما ونترك البحث في الآيات الأخرى الى محله ..تم

الرابع الإمامة : تم

وهي الاعتقاد بأن الله عز وجل قد نصب للخلق أئمة اثنى عشر هم سادة البشر بعد رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – أولهم أمير المؤمنين وسيد الوصيين وإمام المتقيين على بن أبي طالب عليه السلام ثم من بعده سبطه الأكبر الإمام أبو محمد الحسن بن علي عليه السلام ثم من بعده سيد الشهداء الامام أبو عبدالله الحسين عليه السلام .. ثم من بعده زين العابدين وسيد الساجدين الإمام علي بن الحسين عليه السلام .. ثم من بعده باقر علم الأولين والآخرين الإمام محمد بن علي عليه السلام ثم من بعده الصادق المصدق الإمام جعفر بن محمد عليه السلام ومن بعده باب الحوائج الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام ومن بعده الإمام أبو الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام ومن بعده الإمام أبو جعفر محمد بن علي الجواد عليه السلام ومن بعده الإمام أبو الحسن علي بن محمد الهادي عليه السلام ومن بعده الإمام أبو محمد الحسن بن علي العسكرى عليه السلام ومن بعده الإمام أبو محمد الحسن بن علي العسكري عليه السلام ثم من بعده خاتم الأوصياء حجة الله تعالى في أرضه وسمائه الإمام المهدي المنتظر عليه السلام عجل الله تعالى شريف فرجه وسهل منيف ظهوره .. وقد نص رسول الله صلى عليه وأله وسلم – على الأئمة بأجمعهم وخص بالذكر منهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في شتّى المناسبات وفي متواتر الروايات وكانت البداية يوم الدار عند نزول قوله تعالى "وأنذر عشيرتك الأقربين" حيث جمع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عشيرته وهم يومئذ أربعون رجلاً يزيدون واحداً أو ينقصون واحداً ودعاهم إلى الطعام وشراب اللبن وأظهر لهم فيهما آيات إعجازه . قال لهم بعدها من يبايعني ويتابعني على أن يكون أخي ووزيري ووصيي وخليفتي من بعدي فلم يقم إلا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قائلاً: أنا يا رسول الله وبعد أن كررها النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – ثلاثاً ولم يقم غير المولى أمير المؤمنين عليه السلام قال له – صلى الله عليه وآله وسلم – أنت أخي ووزيري ووصيي وخليفتي من بعدي .. ثم قال للقوم اسمعوا له وأطيعوا . راجع تفاصيل الرواية ونصوصها في كل التفاسير عند تعرضها لقوله تعالى "وأنذر عشيرتك الأقربين" وكل كتب التاريخ عند تعرضها لحوادث أوائل سنيّ البعثة ثم تتالت التنصيصات النبوية وفي الحقيقة الإلهية لأنه – صلى الله عليه وآله وسلم – لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى إلى توّجت بالتنصيب العام يوم غدير خُم بعد حجة الوداع حيث وقف رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – في الناس خطيباً وقال في جملة ما قال لهم : أيها الناس ألست أولى بكم منكم بأنفسكم ؟ قالوا : بلى . قال : اللهم اشهد : ثم أخذ بيد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ورفعها أمام الجموع الحاشدة قائلاً : من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وأدر الحق معه كيف ما دار وتمت البيعة العظمى يومئذ من قبل الحاضرين بأجمعهم .. وحديث الغدير هذا متفق عليه بين الفريقين لا خلاف فيه .. وقد سبقت هذا الحديث آيات قرآنية تحثّ رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – بتبليغه وفيها من التأكيد الشديد ما يدل على أهمية الأمر القصوى حيث قال سبحانه وتعالى " يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته والله يعصمك من الناس " وقد أجمع المفسرون على نزول هذه الآية بعد حجة الوداع حيث كانت الفرائض الأخرى قد بُلّغت وتم أمرها كالصلاة والصوم والزكاة والحج والجهاد فلم يبق شيء في الفرائض يلزم التبليغ به في ذلك الوقت إلا فريضة الإمامة والولاية وقد جُعلت عِدلاً لسائر الفرائض بل وللرسالة ككل حيث قال تعالى "وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته" فكأن الرسالة كلها تزول وتنتفي إذا لم يبلّغ أمر الرسالة والولاية .. وقد روى البخاري في صحيحه النص على الإثني عشر إماماً في الحديث النبوي " يكون بعدي اثني عشر أميراً كلهم من قريش " وفي الحديث النبوي المتواتر بين الفريقين "إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي وقد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض .." راجع نص الحديث في الصحاح بأجمعها والحديث الشريف دالُّ بصراحة على أن للتشريع والأحكام مصدرين لا غيرهما الكتاب والعترة النبوية .. وبعبارة أخرى أهل البيت عليهم السلام ، ولا بد أن يكون أهل البيت هنا أشخاصاً معينين وإلا لزم وقوع الناس في الجهل والتخبط كما أنه لا بد أن يكونوا أناساً معصومين طاهرين وإلا لزم إيكال أمر الأمة إلى من لا يؤتمن ولزم من ذلك نقض الغرض من جعل الإمامة (ونفس هذا الدليل نقوله في عصمة الأنبياء عليهم السلام ) وبعبارة واضحة إن الأنبياء والأئمة بعثوا لهداية الخلق وجمعهم حول الحق والدين بحيث إن سوء الخلق يُعد مانعاً من ذلك .. قال تعالى "ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك" فما بالك بالذنب والمعصية وهل يصح إرجاع الناس وأمرهم بالسير خلف من يمكن أن تصدر منه المعاصي والذنوب ولم تُدّع العصمة لأحد ممن يرتبط برسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – من أقاربه ونسائه ونحوهم إلا للأمة الاثنى عشر فوجب أن يكونوا هم لا غير .. وفي الحديث النبوي المروي عند الفريقين يقول – صلى الله عليه وآله وسلم – لأمير المؤمنين عليه السلام : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي .. أو ما ترضى أن تكون مني إلخ .. ومنزلة هارون من موسى مذكورة في القرآن الكريم " قال رب اجعل لي وزيراً من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري " (لاحظ كلمة وأشركه في أمري) قال تعالى "قد أجيبت دعوتك يا موسى" فالإمام أمير المؤمنين عليه السلام أخو النبي ووزيره وشريكه في أمره وله كل مواصفات هارون من موسى إلا النبوة ..تم

الخامس المعاد : تم

وهو الاعتقاد برجوع العباد يوم التناد لُيحاسبوا فيجازى المحسن على إحسانه والمسيء على إساءته فللمحسن الجنة وللمسيء النار.. يدل على هذا المعنى ما نراه من وجود محسنين في الدنيا ومسيئين ومظلومين وظالمين وكثير منهم بل أكثرهم لا ينالون ما يستحقونه في دار الدنيا فكم من ظالم ومسيء أتى بما تشيب له الولدان ثم مات أو قتل بطلقة رصاص مثلاً .. ولم ينل عُشر معشار ما يستحقه من عقاب وكم من محسن صلى وصام وحج واعتمر وفعل الخيرات لكنه قضى عمره في مرض وفقر ومشاكل فإذا لم يكن هناك يوم يعطى كل منهما جزاءه للزمت نسبة الظلم إلى الله تعالى أو العبث في خلق هذا الخلق .. تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً .. وقد صرّحت الآيات القرآنية المتعددة بذلك .. كقوله تعالى "إنكم مبعوثون ليوم عظيم ، يوم يقوم الناس لرب العالمين" وقوله تعالى " قل بلى وربي لتُبعثن ثم لتُنبّئن يوم القيامة عما كنتم تعملون" وغير ذلك من الآيات الكريمة .. هذه هي الأصول الخمسة التي يقوم عليها الدين الإسلامي ومذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية الحق .. وكلٌ من هذه الأصول الخمسة قد أقيمت عليه عشرات أو مئات الأدلة العقلية والنقلية وما ذكرناه هنا كان أقل القليل .. ثم إن من لوازم الاعتقاد بنبوة نبينا – صلى الله عليه وآله وسلم – الاعتقاد بأن كل ما جاء به من عند الله حق فممّا جاء به ن عند الله عز وجل القرآن الكريم وهو المعجزة الرئيسية لرسولنا – صلى الله عليه وآله وسلم – وقد تحدى كل الناس ولا زال بأن يأتوا بمثله .. وأخبرهم بأنهم لن يستطيعوا ذلك . قال تعالى "قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً" ثم تحداهم بأن يأتوا بعشر سور مثله مفتريات .. ثم تحداهم أن يأتوا بآية من مثله فلم يجرؤ أحد ذلك ولم يقدم فالقرآن كتاب الله وهو القول الفصل وليس بالهزل .. ظاهره أنيق وباطنه عميق فكل ما بين الدفتين اليوم من القرآن الكريم هو كلام الله عز وجل ما فيه شيء زائد .. وإن كانت هناك طوائف تنكر مئة واثنتا عشرة آية في القرآن الكريم هي البسملات في السور ويصرون على تركها في الصلاة وغيرها وهذا معنى التحريف وإدعاء الزيادة في القرآن إضافة إلى رواياتهم التي يعتبرونها صحاحاً والتي تصّرح بالنقص في القرآن .. لاحظ صحيحي البخاري ومسلم لتجد صدق هذه الدعوى .. ومن لوازم الإقرار بنبوة النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – الإقرار بعالم البرزخ الفاصل بين عالمي الدنيا والآخرة والمصرّح به في القرآن الكريم لقوله تعالى : "ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون" وكذا الإقرار بالصراط والميزان والجنة والنار وأحوال وأهوال يوم القيامة كل هذا مما صرّح به القرآن الكريم والنبي العظيم – صلى الله عليه وآله وسلم – .. كما أن من لوازم الإيمان بالقرآن الكريم ونبوة نبينا العظيم – صلى الله عليه وآله وسلم – الاعتقاد بأن الكعبة هي القبلة التي يجب التوجه إليها في الصلاة ووجوب خمس فرائض في اليوم والليلة هي الظهر والعصر ووقتهما دلوك الشمس والمغرب والعشاء ووقتهما دخول الليل والصبح ووقتها الفجر .. قال تعالى " أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر " فالفرائض خمس والأوقات ثلاثة .. ووجوب صيام شهر رمضان وحج البيت الحرام ووجوب الزكاة والخُمس والجهاد وموالاة أولياء الله تعالى والتبرّي من أعدائهم وحُرمة الفواحش ما ظهر منها وما بطن وحرمة الدم والميتة ولحم الخنـزير وسائر ما ورد تحريمه في الكتاب والروايات الواردة عن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – والأئمة عليهم السلام .. ثم إن الإمام الثاني عشر المهدي المنتظر غاب بعد فترة وجيزة من وفاة والده الإمام الحسن العسكري عليه السلام وكانت له واسطة بينه وبين الشيعة والواسطة هم أربعة من المؤمنين الأخيار يعبّر عنهم بالسفراء الأربعة وهم على الترتيب : عثمان بن سعيد ثم ولده محمد بن عثمان ثم الحسين بن روح ثم علي بن محمد السمري .. وكانت الرسائل والأسئلة من الإمام فترة زمنية تصل إلى حوالي سبعين سنة ويعبّر عنها بالغيبة الصغرى .. ثم صدر كتاب من الإمام المهدي عليه السلام إلى السفير الرابع يقول الإمام عليه السلام فيه يا علي بن محمد إنك ميت بينك وبين ستة أيام وقد وقعت الغيبة الكبرى وستطول حتى يأذن الله تعالى بالفرج وذُكر بالكتاب أيضاً "فأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى زيادة حديثنا إلى رواة حديثنا أو أحاديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله" . وهذا الكتاب الوارد ذكره في الروايات وغيره من الأدلة على أن الإمام عليه السلام سيبقى غائباً إلى ما شاء الله وأن الولاية في الأمور في فترة الغيبة الكبرى تكون للعلماء والفقهاء ومن هنا بدأت سلسلة العلماء المجتهدين تتتالى على مرّ العصور والدهور لهذا عنونّا البحث بقولنا (الشيعة الإمامية الإثنى عشرية خط متصل مع الله عز وجل) إذ لا يوجد في الدنيا دين أو مذهب له هذه الواسطة المتصلة والواصلة إلى الله تعالى فالعلماء المجتهدون الجامعون للشرائط هم الواسطة إلى الإمام المعصوم بنصّ الروايات والأئمة عليهم السلام هم حلقة الوصل مع الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم – والرسول هو الطريق إلى الله تعالى بواسطة الوحي ..تم

كما أن من لوازم الاعتقاد بنبوة نبينا – صلى الله عليه وآله وسلم – وإمامة أئمتنا عليهم السلام والقرآن الكريم الاعتقاد بوجوب التقية في موردها والتقية مشتقة من الوقاية ومعناها أن يقي الإنسان نفسه من عدوه بعدم إظهار معتقده له لئلا يضرّه أو يؤذيه فالمؤمن الموالي لأهل البيت عليهم السلام قد يقع بين أناس لا خلاق لهم معادين للحق وأهله ويخاف أذاهم وضررهم لو علموا بإيمانه وتشيعه . جاز له بل وجب عليه أحياناً ألا يُظهر لهم عقيدته ولو اقتضى الأمر أن يؤدي بعض عباداته أو يلفظ بعض أقوال على طبق آرائهم جاز له ذلك بل وجب عليه إذا كان الضرر المحتمل فادحاً .. والتقية قضية عقلائية وجدانية يمارسها جُلّ الناس في حياتهم اليومية كما قد دلّ عليها الكتاب والسنة الواردة عن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – والأئمة عليهم السلام .. أما القرآن فقوله تعالى "إلا أن تتقوا منهم تقاة" وقوله تعالى "إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان" وأما الروايات الواردة عن الأئمة عليهم السلام فكثيرة منها قولهم عليهم السلام (لو قلت أن تارك التقية كتارك الصلاة لكنت صادقاً) وقوله عليه السلام (التقية ديني ودين آبائي ولا دين لمن لا تقية له) وأما الطريقة العقلانية فكل عاقل يرى أنه لا يصح له تعريض نفسه للهلاك أو الضرر الفادح من دون مسوّغ شرعي كما أن الناس عموماً حتى الذين يهاجمون الشيعة في اعتقادهم بالتقية يمارسونها هم ليلاً نهاراً علانية جهاراً فإنهم مثلاً يرون المنكرات في الشوارع والطرقات من عدم الحجاب والحفلات الماجنة وما شاكل ذلك فلا ينهون عن المنكر .. لماذا ؟ لأنهم يعلمون أن هناك قانوناً يمنعهم من ذلك ويعاقبهم لو تدخّلوا في شؤون الناس لذا يتركون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خوفاً من القانون الذي هو أقوى منهم كما أن أحدهم لو وقف أمام ضابط أو عسكري أقوى منه يخضع له حتى لو سبّه ذلك الشخص فإنه لا يرد عليه كل ذلك للتقية لكنهم مع ذلك يهاجمون المؤمنين ويتهمونهم بالكذب والنفاق فيطبقون المثل( رمتني بدائها وانسلّت). تم



بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى: ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب، من هذا المنطلق فإن ترجو من الجميع التفضل مشكورين باقتباس ما يشاءون من العلوم والمعارف الواردة في هذا الموقع، وذلك تعميماً للفائدة بنشر فكر النبي محمد وآله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، ولقد قال الإمام الصادق عليه السلام: رحم الله من أحيا أمرنا